انها صرخة.....!!!!!!!!!!!!!!!!

إنها صرخة !!!

بناتنا ..... وطاعون الملابس النسائية


كتابة : الشيخ إبراهيم الحمدو العمر




أصحيح أن السارق قد وصل إلى البيت وأن اللص قد سرق الجوهرة التي ضحينا بأعمارنا في الحفاظ عليها ؟
أصحيح أن قلعتنا الحصينة قد اقتحمت علينا وأن العدو أضحى يهددنا ؟
أصحيح أن النار قد استعرت في الدار وأن الحريق قد وصل إلى أهلينا وفلذات أكبادنا ؟
أصحيح أن اللؤلؤة قد تنكرت لمحارتها ، وتفلتت من صدفتها وهربت من كِنّها لتكون طعماً لطحالب البحر بحماقتها ؟
أصحيح ما سك أذناي وأنكره قلبي وعقلي وكلي ؟
أصحيح أن بناتنا قد هجرن خدورهن وخرجن متهتكات خلعن كل ستر بحجج واهية ؟
وأنهن استبدلن جلباب العفاف بمرقعات المدنية الفاضحة ؟
أصحيح ما قلت أيتها الفاضلة ؟


ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً

إن السلاح الوحيد الذي بقي في أيدينا بعد أن خسرنا كل شيء هو سلاح أخلاقنا القوية النابعة من شرع ربنا لا من تخرصات منظري علماء الاجتماع الفجرة ، ومصنع هذه الأخلاق ونبعه الثر الفياض هو نساؤنا اللواتي يحملن هذه الفضائل عن أمهاتهن ثم يوصلن هذه الأمانة لأبنائهن دون أن تنتقص ، لذلك فإن الشرقي أكثر ما يفاخر بشرفه وأخلاقه ، وتراه يتنازل عن كل شيء ولو كان حياته إلا عن هذه الأخلاق ؛ لأنه رضعها في مهده وتغذى بها في طفولته وحملها وهو جنين في بطن أمه ،
وما كان بمقدور أعدائنا أن يقتحموا علينا هذا السور المنيع والقلعة الحصينة ، ولقد بقي الاستعمار في الجزائر مائة وثلاثين سنة ، ودمر كل شيئ واغتصب كل شيء ونهب كل شيء وما استطاع أن ينقص من ثوب عفاف المؤمنات ولا قدر أنملة واحدة ، وما قدر أن يزيح ذلك التاج الوقور ذا البهاء والهيبة عن رأس بناتنا ، ولم تعترض ذلك الضياء البراق ولا ظلمة شعرة واحدة ، ولما جاء أتاتورك إلى تركيا وفرض على نسائها لباساً غربياً متهتكاً ومنع الحجاب جلست امرأة عفيفة في بيتها - كما حدثونا - عشرات السنين ؛ خوفاً من عيون الخونة وحفاظاً على حشمتها ،
يريدون نساءنا كنسائهم ويريدون أخلاقنا كأخلاقهم ، ولا والله ! خابوا وخسئوا ،
إن المرأة الغربية مسكينة بائسة ، ولا ينظرون إليها على أساس أنها مخلوق له اعتباره واحترامه ومكانته كما ننظر إليه نحن ؛ إنما هي عندهم لعبة مهينة ، تتقاذفها الأيدي بل والأرجل أيضاً ، إنها عندهم شيء يشبه الإنسان في شكله ولكنها في حقيقتها حيوان سائم فمن قدر عليه سخره لرعونة نفسه وخساسة أخلاقه فإن لم يتعرض لها أحد سعت بأظلافها الأثيمة إلى مواطن الرجس والخنى ،
إنها سلعة رخيصة يتناهبها لصوص اللذة دونما ثمن ، فإذا غارت نضارة عينيها وجمال وجهها ، فدور رعاية المسنين بانتظارها ،مشؤومة مذؤومة، لن يلوي عليها أحد ولا بنظرة رحمة ، ذلك بما قدمت أيديكم فذوقوا ما كنتم تكسبون ، ،
كل ذلك خدعة منهم أنهم يساوونها مع الرجل ،
يا ويحهم !! يتحسسون مواضع الضعف من إحساسها الرقيق وشعورها الشفاف وعقلها البلوري ليخرجوها إلى الشارع والمتجر والمصنع فتكون أمام أعينهم الفاجرة وهي متبذلة في ثياب المهنة والصنعة وغياب الوقار والحشمة ؛ فتأكلها عيون الذئاب والكلاب ووحوش الأرض وهوامها من كل باغم وصاهل وشاحج وصافر ،
أما إن الزهرة الفواحة يذوي جمالها بكثرة اللمس ، وإن المرأة الجميلة تبهت نضارتها بترداد النظر ،
فهل هذا إكرام للمرأة ؛ كما يدعون ؟؟ أفتونا يا معاشر العقلاء !!
هل من إكرامها أن نعريها كما تتعرى البقر والماعز أمام الثيران والتيوس ؟
هل من إكرامها أن نخرجها إلى الشارع لتعمل ماسحة أحذية أو خادمة فندق أو نادلة مطعم أو زبالة تقم الشوارع ؟
أفتونا يا معاشر العقلاء !!
إن المرأة عندنا جوهرة ثمينة ؛ نحافظ عليها بكل ما نملك ، نغار عليها حتى من شعاع الشمس وعين النجوم وهمس الورد أن يرقبها ، بل نغار عليها من عيوننا وقلوبنا كما قال الشاعر :

أغار عليكِ من عيني لأنـي رأيت العين تفشي السر يوما وأحسد في هواكِ عليكِ قلبي لأنك في سواد القلب دومـا



إننا لا نخدعها بالمساواة مع الرجل لنجعلها تخضع لشهواتنا ونسيطر عليها ولكننا نساويها بالرجل بمشترك الأخلاق بينهما ومشترك الوريث الإنساني ، ثم نرفع شأنها بجعلها ملكة ترعى مملكتها بالتربية والتهذيب والعناية ولا يدار أمر دونها ولا يقطع شأن إلاعلى عينها وعلمها ومشورتها ،
فهي أم موقرة معظمة نقبل يديها ورجليها بل ونتشرف بذلك ،
أو بنت محوطة بالعناية والرعاية ،
أو أخت مشمولة بالمحبة والاحترام ،
أو زوجة هي جنة الرجل وروضة نعيمه ودوحة عشقه وشوقه ومجلى الجمال في عينه وعبق الورد في أحاسيسه وهي الود والسكينة لقلبه وروحه ،
فيامعشر بناتنا ! لا تكن الحربة التي تطعننا في ظهورنا والسيف الذي يحز في نحورنا ..
يامعشر بناتنا ! لا تكن ضحكة لأعدائنا وإغرائهم بأفكارهم التي لا تتناسب مع ديننا وأخلاقنا ..
يامعشر بناتنا ! إن ثقتنا بكن كبيرة وإننا نضع بين أيديكن أثمن ما نملك ؛ فلذات أكبادنا ، أمانة عندكن لتشرفن على تربيتهن وتعليمهن وتغذيتهن الأخلاق مع الحليب الذي ترضعنهم إياه ..
يامعشر بناتنا ! أيرضيكن وأنتن الأمهات الوقورات المربيات أن يُتكلم عنكن في المنتديات وتنتقدن بألذع العبارات وتُجلدن بسياط الكلمات الحادة ..
يامعشر بناتنا ! أليس لكن قدوة بأمهاتكن زوجات حبيبكن المصطفى صلوات الله عليه وبناته وصاحباته ؛ كحفصة وأم كلثوم وعائشة وأسماء والخنساء وخولة بنت الأزور وزينب ورقية وفاطمة وغيرهن ، اللواتي كن اكثر النساء حشمة وعفة وحياء وكن يتخذن من نور التقوى والعفاف جلباباً لحسنهن ..
يامعشر بناتنا ! هل سمعتن أن واحدة من نساء الصحابة أو التابعين أو العلماء الصالحين في زماننا قد رضيت لنفسها أن تتهتك في ملابسها حتى بين أخواتها وخالاتها وعماتها ؟
يامعشر بناتنا ! أليس الله أحق بالحياء ؟ أليس الله أحق بالحياء ؟ أليس الله أحق بالحياء ؟
يا معشر بناتنا : من الذي أخبركن أن ترك الحشمة والوقار يجوز بين النساء فيما بينهن ؟ ومن الذي أخبركن أن الشيطان لا يعشش إلا في عقول الشباب بأفكاره القذرة الخبيثة ؟ وهل تستطعن أن تحمين أنفسكن من خطر المصورات الحديثة ، في الهواتف النقالة ، التي ترصد الصورة عارية وإن لم تكن عارية ، فكم هدمت بيوت بسببها ، وكم أزهقت أرواح بنات بريئات من ورائها ، وكم اتهمت شريفات أنقى من الزهر الفواح وأطهر من نسيم الصباح بتزويرها ، فمن منكن تضمن أنها لم تلتقط لها الصور على حالة لاترضيها ؟ إن المصورات الحديثة اليوم تُخَبأّ وراء الستائر و الطنافس وفي علب الضيافة ، وتلتَقِطُ حتى وهج الجمال في الوجه ، ونار الوجد في الخد ، وومضة السحر في العين ،
يامعشر بناتنا ! ماذا ستقلن غداً لبناتكن إذا كبرن فتهتكن كتهتككن ، وتعرين كتعريكن ، وخلعن ملابس الشرف كخلعكن ، وتمايعن كتمايعكن ، وبحجة ماذا ؟ بحجة أنهن نساء فيما بينهن !!
لا يابناتنا ؛ إن ترك الوقار عار ولو كنتن لوحدكن ..
يامعشر بناتنا ! لقد بلغنا عن سيدنا النبهان رضي الله عنه أنه ما كان يرضى أن تُلبس الأم ولدها قصيراً ؛ فمابالك بالأمهات فكان رضي الله عنه يخاطب الأمهات بقوله : ( كيف تلبسين ولدك قصيراً!؟ إذا كبر لا يقدر أن يلبس طويلاً! ).
يا معشر بناتنا ! ألا تسمعن لأزواجكن ، ألا يعلمونكن حدود الحلال والحرام في اللباس وأن فوق حدود الحلال والحرام فيما بين النساء حدود الأخلاق وأن فوق حدود الأخلاق حدود الوقار والأصل ، وأن بعض الأشياء تخدش الحياء وتجرح العفاف ،فلايليق بالبنت الطاهرة المصون أن تفعله ولو كانت بين النساء ، أم أن الأزواج غافلون ؟ وويل لنا إن كانوا كذلك ، والعار والشنار إن علموا ورضوا ،
يا معشر بناتنا ! أية فكرة إبليسية هذه التي استقرت في عقولكن ، وأية أخلاق ميكافيلية هذه التي سيطرت عليكن فتعاملتن بها بل وتبنيتنها ، وتصرّحن أنها لاحرج فيها ؟
يا معشر بناتنا ! إن المرأة الصالحة ذات الشرف والعفاف تسدل حجاب الحشمة حتى على أفكارها ؛ بلهَ كلماتها ؛بله تصرفاتها ؛ فهل يليق بكن أن تتعدين هذه الحدود كلها وتتعرين ، وفهمكن كفاية ..
يا معشر بناتنا ! إن المرأة التي حسنت تربيتها في صغرها ونشأت في بيت كريم ذي أصل وحسب ؛ تغار على نفسها حتى من شعاع الشمس وضياء القمر ، وتغار على جسمها حتى من مر النسيم وثغر الزهر وورق الياسمين،وبسمة الصباح وعبير الورد ، ورقة الغصون وهيفها ، لأنها أمينة على هذا الجمال وتحفظ زوجها في نفسها ؛ وأما غير ذات الأصل وغير ذات الحسب فلا يعاب منها شيء ، فمن أيتهن تريدين أن تكوني ؟
يا معشر بناتنا ! الخير كل الخير في الحياء ومن لاحياء عندها لا خير فيهاولايرجى منها أن تربي جيلاً صالحاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه ،
يا معشر بناتنا ! لا نرضى أن ينال منكن أحد ولا بإشارة تسيء إليكن ولكن الذي نرجوه منكن أن تعنننا على ذلك ، فبالله عليكن إلا ما كنتن عوناً لنا !!
يا معشر بناتنا ! إن العمر يجري بنا سريعاً وعما قليل ستصبح إحداكن عجوزاً في بيتها وترى أحفادها من حولها وهم يخاطبونها ( ياجدتي ) فهل يليق بالجدة أن تنظر إلى ماضيها وهي حسرى من سوء ما فعلت ؟
يا معشر بناتنا ! حذارِ ،حذارِ من شياطين الإنس والجن ، ومن وباء القنوات والنت ، فإنها فجور آثم ، وعار صارخ ، وإن استطاعت إحداكن أن تبعد هذه الرذائل عن بيتها فلا يجوز لها أن تتوانى ، فإنها أم الخبائث ،
يا معشر بناتنا ! الديوث لايريح رائحة الجنة ، فهل يرضيكن أن ترين العار على بناتكن أو تجلبنه إلى أهليكن ولا تهتز منكن شعرة واحدة ؟
يا معشر بناتنا ! أما بلغكن عن أمكن عائشة رضي الله عنها زوج حبيبكن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها ) وأيتكن تحتمل أن تهتك الستر بينها وبين ربها ..
يا معشر بناتنا ! بحق البنوة والأخوة والأمومة والإيمان ! احفظن عهد الله في أنفسكن واتقين الله في أولادكن وأزواجكن واحفظن سمعة أهليكن ،
يا معشر بناتنا ! لا يكن السفر البعيد مغرياً لكن بالبعد عن الأخلاق بحجة أنكن بعيدات عن ذويكن ؛ ولكن اعلمن أن أعين الناس ترصد كل حركة ولن يرحمكن صديق ولا عدو إن وقعتن ، واعلمن أن الشائعات أسرع انتشاراً من النار في الهشيم ،
يا معشر بناتنا ! إن العالَم َالمتحضر - بزعمه - ينحدر إلى الهاوية فلا تنحدرن معه ، وإن نساء زماننا - إلا من رحم ربك ممن حسنت تربيتهن- يتخذن من قلة الحياء عنواناً لحياتهن بحجة أنهن يردن أن يعشن حياتهن بحريتهن وأن يرين الدنيا كما يشأن ،فأعيذكن بالله أن يغركن ذلك أو أن تكن كالفراش يرتمي على أشعة اللهب وإن كان في ذلك حتفه ،فلا يليق بامرأة أكرمها الله بالإيمان والأخلاق أن تنزل إلى هاوية الفجور وردغة الخبال التي يتخبط بها نساء أعدائنا ،
يا معشر بناتنا ! أنتن اللواتي تغرسن غصن الأمل البسام في قلوبنا وأنتن اللواتي تروينه بدمعكن الطهور فبالله عليكن لاتهملن هذا الغصن فيذوي فيموت ..
يا معشر بناتنا ! إن تقوى الله خير زاد ، وإن رضى الله غاية الأمل ، وإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقصى أماني المؤمن ، وإن العفاف عنوان الشرف وإن الستر والحشمة لا تكون إلا في تقية تحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
يا معشر بناتنا ! أسأل الله لكن الهدى والصلاح والعفاف والسعادة في العيش وهناء البيوت ورضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
يا معشر بناتنا ! اعذرنني إن أطلت عليكن ؛ فإن هول ما سمعت كاد أن يفتت قلبي ، ووالله لقد ذعرت وغلى دمي في رأسي ، وبت بليلة نابغية ، أتقلب على أحد من حسك السعدان ، فاسمحن لي
وشكراً